مـا عاد بالإمكـان أن نعودا
حقيقة لا بد أن نقرها
ونستسيغ مُـرهـا
فقد بنينا بيننا سدودا
وخَطت الفضبة فيما بيننا حدودا
وخيبتي لا بد أن أجُرهـا
بالصمـت حتى لا أذيع سـرهـا
وأتقي أنا وأنت شـرهـا
ولايكـون غيرنا شهودا
على سقوط حبنـا شهيـدا
فحـاولي أن تبذلي جهودا
لنُـعلن البداية لرحلة النهـاية
فإنهـا حقيقة لا بد أن نقرهـا
ونستسيغ مُـرهـا
مـا عـاد بالإمكـان أن نعـودا
مــا عـاد بالإمكـان أن نعـودا
* * *
سـرنا معـاً إلى البعيد واختفـى
مـا شـاده الحب على أرض الـوفا
أخفـاه من أعيننا غيم الجفـا
فلنعتـرف.. إنا فقـدنا المسكنـا
ولم يعد لنا الرجوع ممكـنا
حتـى ولو عـاد السكـون والصفـا
فشمعـنا سيدتـي قد انطفـا
وكـل ما أقوله الآن : كـفى
كفـي عن الدموع واستـعيدي
بأساً به سرت إلى البعيد
وحاولي النهوض من جديد
وعـانقي الوجودا
فالحـب فيه لم يزل موجودا
والله فيه لم يزل معبودا
وإننـي أمام ربـي أعترف
بأننـي سأنصـرف
حقيقـة لا بد أن نقـرهـا
ونستسيـغ مُـرهـا
مـا عـاد بالإمـكان أن نعـودا
مـا عـاد بالإمكـان أن نعـودا
* * *
تبقـى لدي كلمة أخيـرة
إن شئـت أن تُـصغي لهـا .. فخيـرة
أقول يـا من كنـت يـومـاً حلمهـا
وحربهـا وسلمهـا
وجهلهـا وعلمهـا
مـا زال لـي من ذكـريات حبنـا ذخيـرة
وسـوف لا أخجل أن ألمهـا
وأستـطيب شمهـا
وسـوف لن أمدحهـا أنـا ولـن أذمهـا
فليـس فيهـا قصص كثيـرة
لكنهـا رغـم الخـلاف بيننـا جديـرة
بـأن تكـون سيـرة
يقـرأهـا الأطفـال فــي بلادنـا
ليأخذوا الدروس مـن عنـادنـا
ويـدركـوا مـا تفعـل الأحـزان في أكبـادنـا
ويفهمـوا أن الحيـاة رحـلة مثيـرة
مهمـا تطـل فـإنهـا قصيـرة
هـذا الذي أردت أن أقـوله
بمنتهـى الإيجـاز والسهـولة
وإنهـا نهـاية مقبـولة
نـهـاية لا بد أن نُـقرهـا
ونستسيغ مـرهـا
مـا عـاد بالإمكـان أن نعـودا
* * *