السـَلَامُ عَلَيْكُمُ وَ رَحْمَةُ اللٍهِ وَبَرَكـَاتُهُ
وَهـَا أَنَا ابْتَعَدْتُ عَنْكِـ أَكْثَرْ
وَمـَا بَكَى قَلْبِي وَلَا تَاَثَرْ
فَالإِبْتِعَادُ صَارَ عَادَةً يـَوْمِيَهْ
وَنَزْعـَةً قَوْمِيَهْ
حِجَارَةً عـَلَى الدُرُبِ تُنْثَرْ
يَظُلُنَا كَغَيْمَةٍ سِلْمِيَهْ
خِلَافُنَا بِهـَا اسْتَظَلَ أَوْ تَدَثْرْ
فَحَاوِلِي أَنْ تَفْهَمِي الحَقِيْقَهْ
فَأَنْتِ يَا صَدِيْقَهْ
تُلَاحِظِيْنَ أَن سَيْرَنَا تَعَثْرْ
وَأَنَنِي ابْتَعَدْتُ أَكْثَرْ
وَمـَا بَكَى قَلْبِي وَلَا تَأَثَرْ
♦ ♦ ♦
نَادَيْتِ بِالتَغْيْيْرِ فَاسْتَجَبْتُ
مَزْقْتُ مَـا فِي أَمْسِنَا كَتَبْتُ
كَأَنَنِي مـَا كُنْتُ يَوْمَاً عَاشِقَا
وَهـَا أَنَا لِلْبُعْدِ أَخْطُو وَاثِقَا
فَلَا تَظُنِي أَنَنِي هَرَبْتُ
أَو أَنَنِي كَذَبْتُ
بَلْ إِنَنِي أُولَدُ هَذَا اليَوْمَ يَـا صَدِيْقَتِي
وِلَادَةً جَدِيْدَهْ
كَهَذِهِ القَصِيْدَهْ
وَلَنْ تَكُونِي مِثْلَهَا رَفِيْقَتِي
فِي رِحْلَتِي
إِلَى صَحَارِي فِكْرَتِي البَعِيْدَهْ
هَذَا هُوَ التَغْيْيْرُ يَـا صَدِيْقَتِي
العَتِيْدَهْ
أَنْتِ التِي طَلَبْتِهِ ... وَاللهُ مـَا طـَلَبْتُ
نَادَيْتِ بِالتَغْيْيْرِ فَاسْتَجَبْتُ
غَيَرْتُ حَتّى عَادَةَ الغَضَبْ
كَأَنَنِي مَـا مَرَةً غَضِبْتُ
فَالإِهْتِمَامُ يَـا صَدِيْقَتِي تَضِبْ
وَفِي العُرُوْقِ دَمُّهُ تَخَثْرْ
وَهـَا أَنَـا ابْتَعَدْتُ عَنْكِـ أَكْثَرْ
وَمَـا بَكَى قَلْبِي ... وَلَا تَأَثَرْ
♦ ♦ ♦
تَغَيَرَتْ صَدِيْقَتِي دُرُوبُنَا
وَجَلْجَلَتْ حُرُوبُنَا
وَعَبَثَ صَدِيْقَتِي هُرُوبُنَا
دَاحِس وَالغَبْرَاءُ وَالبَسُوسُ
عَادَتْ لَنَا وُعُودُهَا مَحْسُوسُ
وَفِي اللِقَاءِ ارْتَجَفَتْ قُلُوبُنَا
وَخَيْمَتْ خُطُوبُنَا
وَأَقْبَلَ التَتَار وَالمَجُوسُ
وَخَوْفٌنَا القَدِيْمُ عَادَ بَيْنَنَا يَجُوْسُ
وَحُلْمُنَا يَدُوْسُ
جَسَّاسُ يَـا جَاسُوسُ
يَـا قَاتِلَ ابْنَ عَمْكَـ المَلِكْـ
أَنَـا كَلِيبُ عُدْتُ طَالِبَاً لِمَقْتَلِكْـ
وَفِي يَدِي خَنْجَرُكَـ المَغْرُوسُ
فـِي أَضْلُعِي يَصِيْحُ :يَـا قُدُّوسُ
وَلَا أَزَالُ طَالِبَاً تَشْغَلُهُ الدُّرُوسُ
مَعْ أَنَ كُلَّ عَالَمِي تَغَيّْرْ
فَالكُلُ فِي حُكَّامِهِ مٌخَيَّرْ
إِلَا أَنَا فَإِنَنِي مُسَيَّرْ
حَتَّى ابْتِعَادِي عَنْكِـ يَـا صَدِيْقَتِي
يَصْعُبُ أَنْ يُفَسَّرْ
فَخَافِقِي جِنَاحُهُ تَكَسَّرْ
وَحَوْمُهُ تَعَسَّرْ
وَهَـا أَنَـا ابْتَعَدْتُ عَنْكِـ أَكْثَرْ
وَمـَا بَكَى قَلْبِي ... وَلَا تَأَثَرْ
♦ ♦ ♦
أَتَمَنَى أَنْ يَنَالَ إِعْجَابَكُمُ
خَـاصٌ بمُنتَدَى " هَمَسَة أُنثَـى" فَقَـط